إن مفتاح الوصول إلى السعادة يمكن أن يتمثل في تعليم نقل الأولويات الشخصية من غرفة الإجتماعات في مكان العمل إلى المنزل.
فقد وفرت دراسة جديدة دليلاً يدعم المثل القائل: ((لا يمكن شراء السعادة)). ويشير المثل إلى أن الناس سيجدون السعادة من خلال التركيز بصورة أكبر على الحياة العائلية والقضايا الصحية أو من خلال جنى المال أو من خلال الشهرة.
تفسير السعادة والجدير ذكره -حول السعادة أيضاً التي هي هدف كل إنسان في هذه الحياة- بأن مفهوم السعادة يختلف بين شخص وآخر، وبالتالي فإن تعريفاً دقيقاً لمفهوم السعادة غير ممكن، ولكن أكثر التعاريف المقبولة من وجهة نظر علم النفس هو تعريف العالم النفسي، وليم جيمس، الذي وصف السعادة بقوله: " السعادة هي الدافع السري الذي يحرك الإنسان ويقوده بالحياة".
وضمن هذا التعريف العام للسعادة نشأ تعريف محدد للسعادة يقول بأن السعادة هي: الشعور الداخلي بالرضا والقناعة عن الحياة وعن النفس". وحيث أن مفهوم السعادة يختلف حسب شخصية الإنسان ومبادئه وأفكاره وقيمه الروحية والدنيوية، فإن من الصعب جداً وضع مواصفات خاصة بالأناس السعداء فى هذه الحياة.
خبراء الصحة وعلم النفس السلوكي الإجتماعي وضعوا مواصفات أساسية تؤدي لسعادة الإنسان بشكل عام وهذه المواصفات كما يلى:
المواصفات المؤدية للسعادة:
نظرة متفائلة للحياة: الأفراد الذين ينظرون بإيجابية إلى حقيقة كون كأس الماء ممتلئة إلى النصف، أسعد في حياتهم من أولئك الذين ينظرون فقط إلى النصف الفراغ من الكأس. بإختصار الإنسان القنوع أسعد من الإنسان الطماع والذي يريد أكثر من ذلك.
الطيبة والود وحب الآخرين: الطيبة ورقة القلب وصدق المشاعر للآخرين والإخلاص في المشاعر هي مفتاح السعادة، فى علاقة الفرد بالآخرين لأنها مواصفات تجذب الناس.
حب التجديد والخروج عن الروتين اليومي: إن الإفراد الذين يقومون بين الحين والآخر بالذهاب إلى أماكن جديدة أو يمارسون هوايات جديدة يتمتعون بدرجة أكبر من الرضا والقناعة في هذه الحياة.
الإتزان الإنفعالي أو العاطفي: إن الذين يصلون إلى قمة السعادة في حالة الفرح هم أقل رضا وقناعة في الحياة، من الذين تكون ردة فعلهم لموقف الفرح أو الحزن متوسطة أو تنحرف كثيراً صعوداً أو هبوطاً عن الحالة المزاجية الطبيعية أو العادية.
الحرية والرغبة في عمل الأشياء التي يحبها الفرد: تبين أن الأفراد من الجنسين الذين يقضون أوقاتاً أو زمناً أكثر في عمل الأشياء التي يستمتعون بأدائها، أكثر سعادة ورضا عن الحياة من الأفراد الذين قليلاً ما يقومون بأدوار الأشياء أو الهوايات التي يحبونها ويستمتعون ببمارستها.
القدرة المالية على مقابلة متطلبات الحياة: رغم أن الفقر يؤثر على نظرة الفرد للحياة بطريقة أو بأخرى، إلا أن القناعة كنز لا يفنى والمهم عدم الحاجة لسؤال الناس، وبالتاكيد فإن المال ليس مفتاح السعادة، فالأغنى ليس بالضرورة الأسعد والسعادة لا تشترى بالمال، بل هي سلوك وممارسات ومبادئ وقيم.
بإجامع خبراء الصحة الجسدية والنفسية فإن الشعور بالسعادة هو مفتاح صحة الجسم والعقل.